إن من الغرابة بمكان
أن نفتح أعيننا للظلام ونغمضها للنور؟ كيف نزهد بكل ما لدينا حين تمر بنا محنة؟ كيف نلجأ لظلامات العزلة فى إكتئاباتنا ضاربين بضي الحبيب عرض المحيط!!! أصبحت من الله فى نعمة وسعة عيش فتراءت لي صور مستقبلية قاتمة, لا أدري لماذا إتسع البؤبؤ على عيونه شاقا ثوب السعادة التي كنت أرفل فيها اليومين الماضيين؟ هل أنا إنسان يعشق الحزن والسوء الظن وقِلَّ الشوق؟ لم لا وأنا عديم للشوق.
حبيبتي,
هاقد ردتني الضرورة إليك بعد تفاعلات داخلية جارفة وأمواج نفسية فى بحري لُجِّي وموج تسونامي مدمرِ ورياح عاصفة لعينة تحمل من الشياطين والمردة والطواغيت ما تنوء العصبة البحرية ذات القوة والعتوا عن حملها. تسربت لي الأفكار من ثقب سفينتى بعد أن مخرت قعرها بيدي هاتين. أنظر؟ هاتين اليدين .. لم تلمسيهما .. أنظري إلى كفي القديم دققي ... أعملي بصرك وعقلك وفطنتك وعشقك وأنوثتك في هذا الكف العتيق ... أه .... نعم بالضبط هاهنا كتب حبك حين تلاقى أدم وحواء على الأعراف كان اللقاء بينهما وكان اللقاء بين روحي وروحك.. نعم .. حين عشِق وقُتل هابيل وحين واري الغراب السوءة وحين صفَّ شيث صفوفه وحين رُفِع إدريس وحين إعتلى سليمان ملكه وحين إرتشف لقمان حكمته وحين سقى موسى لبنات شعيب فجاءت تمشيء على إستحياء تقول له إن أبانا يريد أن يستعملك؟ حين بدل الريح إتجاهه وصب جام غضبه على قلوعي وأشرعتي وصاريتي تلاطمت.
مخرت عباب البحر تارة وقعر سفينتي تارة أخرى حتى تسرب الماء الأسود الكدر الداكن من أعماق المجهول إلى خلجات قلبي. وحين إعتلت الشياطين صهوة عديم الذوق كان ثمة سؤال واحد أدرجني هذا المدرج وإقتادني أسيرا لكل شياطين وفسقة ومردة الأرض والكواكب والمجرات:
هل أنا أستحق حبك؟
توقف جهازي العصبي عن إرسلا نبضاته العصبية وإستحالت كل بصيلات شعر جسمي أشواكا تغرس فى العميق فإنبجس من كل موضع شعرة جرحا وتقاربت الجروح حتى أمست هووة وفجوة واحدة ترمي بي إلى السحيق من المجهووول. كان الجواب واضحا,
أنا لا أستأهل حبك وأنَّا لي بذلك وأي عزم ومقدرة وموهبة أستحق بها هذا العطف السماوي الملكوتي يا مليكتي. إغتصبتُ مفردت " أحبك " وهتكت عرضها طولا وعرضا حتى باتت الدليل الأوحد على ما يعتصر فؤادي من كثير الوله وقليل الحياء. هل تطلبين دليلا على حبك؟
لا أملك دليلا وهذا ما أوصلني إلى حالتي هذه فهل لي بعد هذا ما يشفع لي أن أبقى فى قلبك؟ هذا هو السؤال الذي يجعلني أقف على حدود أخر نقاط الكون فأنظر أمامي إلى أسود سحيق يتلهف لأن يلتهمني وأنت من ورائي.
فهل أطمع أن تأخذي بي إليك فى لقطة "تايْتّنِكِيَّةٍ" حالمة أم هي ركلةُ لأهرب إلى الأمام فيحتضنني الجرف مضرجا قلبي القاسي بالدماء البنفسجية؟
لا أدري.