السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إنها حقيقة لا مراء فيها، فالبكاء من خشية الله تعالى يلين القلب ،ويذهب عنه أدرانه،
هــل دمعت على ذنوبـــك !!
هل غسلتهــا قبل يوم الندم والحساب !!
هل غسلتها قبل أن تنطق العينان !!
متى آخر مرة غسلتها من الذنوب والمعاصــي !!
قال الله تعالى : { أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ} [ الحديد / 16 ] :
قالَ رسُولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : " سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ في ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إلا ظلُّهُ : إِمامٌ عادِلٌ ، وشابٌّ نَشَأَ في عِبَادَةِ اللَّه تَعالى ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّق بالمَسَاجِدِ ، وَرَجُلانِ تَحَابَّا في اللَّه ، اجتَمَعا عَلَيهِ وتَفَرَّقَا عَلَيهِ ، وَرَجَلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمالٍ ، فَقَالَ : إِنّي أَخافُ اللَّه ، ورَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةَ فأَخْفاها حتَّى لاَ تَعْلَمَ شِمالهُ ما تُنْفِقُ يَمِينهُ ، ورَجُلٌ ذَكَرَ اللَّه خالِياً فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ "
رواه البخاري ( 629 ) ومسلم ( 1031 ) .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " عينان لا تمسهما النار ، عين بكت من خشية الله ، وعين باتت تحرس في سبيل الله " . رواه الترمذي ( 1639 ) ، وصححه الشيخ الألباني في " صحيح الترمذي " ( 1338 ) .
وقال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما : " لأن أدمع من خشية الله أحب إلي من أن أتصدق بألف دينار ! "
وقال كعب الأحبار : لأن أبكى من خشية الله فتسيل دموعي على وجنتي أحب إلى من أن أتصدق بوزني ذهباً .
وبكى أبو هريرة رضي الله عنه في مرضه . فقيل له : ما يبكيك ؟! فقال : " أما إني لا أبكي على دنياكم هذه ، ولكن أبكي على بُعد سفري ، وقلة زادي ، وإني أمسيت في صعود على جنة أو نار ، لا أدري إلى أيتهما يؤخذ بي !! " .
هذا حالهــم
فما هي حالــي وحالك !!
آه ثم آه ثم آه من القلوب القاسية
ابكي قبل أن تشهد عليك الجوارح والأركان
أبكي قبل أن توقف في ذلك الموقف العظيم ثم يقررك الملك العلام ويقول لك أتذكر ذنب كذا أتذكر ذنب كذا وأنت لاتجد مفرا من السؤال
أبـــكي فان العبد إذا بكى بين يدي سيده رحمه ابكي فان الطفل إذا بكى رحمته أمه وربنا أرحم بنا من أمهاتنا
بل حتى من أرواحـــنا
أبكي وأنت ساجد .. وأنت تصلي ... وأنت في خلوة مع نفسك ... أبكي فما أحلى دموع التوبة وما ألذها
بعد صلاة الفجر والناس نيام وأنت لوحدك في مصلاك أو في المسجد راجع نفسك راجع ذنوبك فكلنا خطاءون .. لكن خير الخاطئين التوابون
من فوائد البكاء من خشية الله :
- أنه يورث القلب رقة ولينا
- أنه سمة من سمات الصالحين
- أنه صفة من صفات الخاشعين الوجلين أهل الجنة.
- أنه طريق للفوز برضوان الله ومحبته.
وبعد فهذه مجرد إشارات لفضيلة البكاء ، و لما كان عليه القوم الصالحون الأوائل من خشية الله والبكاء من أثر هذه الخشية فهل لنا فيهم أسوة؟!.
اللهم إنا نعوذ بك من قلب لايخشع ومن عين لاتدمع وأذن لاتسمع ونفس لاتشبع
اللهم ارحمنا فأنت خير الراحمين
ختامــــا أقول
إذا أنت لم تبكي على ذنوبك فمن سيبكي عليــها !!