بدايةً
الحالة النفسية أثناء الكتابة ...أو الحال اللتي تكتب بها ...لابد أن تأخذ طابعاً ..
معيناً.. إما حزن ...وإما قهر ...وإما فرح ...واما شوق ..أو وله ...أو حنان ...
فمنها تنبثق الأبيات...
حتى لو ما كنت كاتب للشعر أو الشعر من طبعك ...أنا متأكد إنك قلت بيت في
يوم من الأيام أو خاطرة أو إحساس ..أو حتى أنشودة ...حتى لويوم كنت طفل ...
كل واحد منا فيه هذا الشي بداخله ..
..ولكي تستقيم الكتابة ...وتكتمل الصورة المطلوبة من القصيدة قلباً...وقالباً..أقترح
عليك أخي الكاتب ..أن تتبع هذه الأشياء وتراعيها:..
أولاً:- جو المكان ..
وأن يكون ملائماً..للحالة اللتي أردت أن تكتب بها ...وأنا أفضل الجو الهاديء..
فهو الجو المثالي للكتابة ...وحاول أن تكون متأكداً..من أنه لا يوجد أي ارتباط
أو عمل ...وأفضل الأوقات المساء..
ثانيا:- موضوع القصيدة :
قبل أن الشروع في كتابة القصيدة يجب أن تكون لديك فكرة معينة وتريد
الوصول إليها أو التعبير عنها والأفضل أن تكتب هذه الفكرة على ورقة
خارجية وكذلك تكتب بعض النقاط التي تود أن تثيرها وتنقلها من الفكرة إلى النص ,
وهذا ليس عيباً...بل يساعد على جعل القصيدة أقل تكلفاً..
ثالثاً:- حاول أن تعيش الفكرة اللتي كتبتها ...
بأن تكون شبه مسترخي ...أو كطفل صغير لا يفكر إلى بشيء واحد معين لكي يفعله..
وأطلق العنان لروحك ...وخيالك لكي تعيش تلك الفكرة..
رابعا :- لا تحمل هم الوزن أبداً...
وابدأ بالبيت الأول ...وتخيل نفسك ...وكأنك طفل صغير سوف يلقي بأنشودة أمام أي أحد
يحبه بدون رهبة ولا خوف ..
خامساً... الوزن:-...
إخترع لحناً..معيناً..مهما كانت نبرة اللحن لاتهم ولكن يجب أن يكون اللحن
قريباً للقلب مستساغاً..وسهلاً..وكأنه أشودة ..في البداية..ولا تتخيل أي شيء إسمه بحور
الشعر أو غيره ..لأن هذا التخيل قد يقتل الإحساس والإلهام بداخلك ...ويكسر روحك ...
والبحور.. أشياء إخترعتها الألحان والقصائد ..ولم تخترع القصائد من البحور..
سادساً:- القافية
حاول أن تتناسب القافية مع نفس اللحن ..أي أن تكون حروفها سهلة وأنت في أول الطريق
وأن تستعمل الألفاظ الخفيفة حسب المناسبة وحسب الفهم الدارج ...إلى أن تتمكن من الكتابة
شيئأً فشيئأً.. بالكلمات الصعبة أو باللهجة البدوية ...أو بأي لهجة أتقنتها ..
سابعاً :-
أن تكون حذراً..بالتنقل بين صور القصيدة ..وأن تكون الصور تدريجية .
ومتناغمة لكي لا يتبين الخلل بينها وتنقل المستمع من صورة إلى صورة بشكل مزعج ...
وهذه العملية بسيطة وسهلة كل ماعليك ...هو التركيز على الفكرة الأساسية اللتي كتبت
بنودها في ورقة خارجية .. ومن ثم تربط الصور وتتنقل من صورة إلى صورة .
ثامنا:- لا تلتزم بلحن معين تحبه ..
لأن هذا سوف يلزمك الكتابة والمتابعة على نفس اللحن ..ويحد من كتاباتك ويعيبها لأنه
لا يوجد لديك سوى لحن واحد أحببته فحاول ..أن تنوع اللحن من قصيدة لأخرى ..
تاسعاً:- نفس اللحن اللذي لحنت به الشطر الأول من البيت الأول ..طبقه في الثاني..وأيضاً..
طبقه في الشطر الأول من البيت الثاني ..وفي الشطر الثاني من البيت الثاني وهكذا إلى آخر
القصيدة .. فإن إختل معك اللحن أو وجدت نشازاً..فمعناه أن هذا الموقع فيه كسر ...وان تمت ...
فهنيأً لك أيها الشاعر ما كتبت..
عاشراًً:- حاول أن لا تبدأ قصيدتك بحروف الياء أو الهاء ...وحاول أن يكون الحرف قاسياً في البداية لتطول القصيدة فالحرف المتحرك يلزمك دائماً ويغتال القصيدة من بدايتها..
تعريفات شعرية
الشعر: هو الكلام الموزون المقفى المطرز بإسلوب وعاطفة ومعنى.
القصيدة: هي مجموعة أبيات من بحر واحد مستوية في الحرف الأخير وما قبله بحرف أو حرفين أو يزيد وفي عدد التفعيلات أي *الأجزاء التي يتكون منها البيت الشعري وأقلها ستة أبيات وقيل سبعة وما دون ذالك يسمى قطعة.
القافية: هي قفل البيت وهي آخر ما يعلق بالذهن من بيت الشعر.
البحر: هو النظام الإيقاعي للتفاعيل المررة بوجه شعري ويعرف لدى العوام بالطرق أما الطاروق فيعني اللحن لديهم ويطلق تجاوزا على البيت الكامل معناه وبحره ولحنه. والفرق بين البحر والوزن ان البحر يتجزاء الى عدة أجزاء من الوزن الشعري كل جزء يمثل وزنا مستقلاً بذاته حيث التام وهو ما استوفى تفعيلات بحره والمجزوء وهو ما نقص عن التام بالتفعيلة الأخيرة من كل شطر. والمشطور وهو ما سقط نصفه وبقي نصفه الىخر.والمنهوك وهو ما حذف ثلثاه وبقي ثلثه أي لا يستعمل إلا على تفعيلتين إثنتين..إلخ من الأوزان.
البيت: كل موزون مقفى وينقسم إلى ثلاثة أقسام هي:
العروض: ويطلق هذا المصطلح على التفعيلة الواردة في نهاية صدر البيت.
الضرب: ويطلق هذا المصطلح على التفعيلة الواردة في نهاية عجز البيت.
الحشو: ويطلق هذا المصطلح على بقية التفاعيل في صدر البيت وعجزه .
أجزاء البيت الشعري
الصدر: وهو النصف الأول من البيت ويسمى أيضاً المصراع الأول ويصطلح عليه عامياً بالمشد .
العجز: وهو النصف الثاني من البيت ويسمى أيضاً المصراع الثاني ويعبر عنه العوام بالقفل وتطلق كلمة القفل تجاوزا على البيت كله الا انها تعني بالضبط العجز
بحور الشعر النبطي وأوزانه
1- بحر المسحوب : وهو أكثر البحور استخداما في أيامنا ، وذلك بسبب خفته وسهولة تفاعيلة وسلاسته ؛ مثال (أنا حبيبي بسمته تخجل الضيّ .. يكسف سنا بدر الدجى من جبينه).
وتفعيلاته هي(مستفعلن مستفعلن فاعلاتن) لكلا الشطرين نحو:-
إنسي ترى النسيان نعمه كبيره.....ودليل هذا في حضورك نسيتك
إنسي ويمكن ما حصل فيه خيره.....خلني أقول أقدار ما أقول ليتك
أما مجزوؤه فيقل النظم عليه وتفاعيله(مستفعلن مستفعلن فِعلْ) نحو:-
طال الصبر وأستفحل الشوق.....وأمرني أسهر حتى الأشراق
ولك النظر يا صاحب الشوق....هل هذا لك قد طاب او لاق
2- بحر الصَخَرِي : وقد سميّ بهذا الاسم نسبة لقبية بني صخر ، والمعروف عن هذا البحر أنه ذو نبرة حزينة ؛ مثال ) غريب الدار ومناي التسلي .. أسلي خاطري عن حب خلي )
ويلتقي مع الوافر ويكثر النظم عليه قديماً وحديثاً وتفاعيله(مفاعلتن مفاعلتن فعولن) نحو:-
حبيبي بالعفو أرجو شمولي.....سجين وبالعدل اطلق وثاقي
كلامٍ لفّقه شخصٍ فضولي.....على شخصي ترى محض اختلاقي
3- بحر الهجيني : وهو بحر مشهور جدا ويعد من أكثر البحور استخداما بعد المسحوب في الخليج ، ويتميز بأنه سهل النظم سريع لايقاع ويقال بأنه سمي بهذا الاسم لعلاقة بين إيقاعه وطريقة سير الهجن أو الجمال ، مثال ( قصيدتي لاغدى ضييّ .. شحيح وارتبكت ايديني ..وتعثرت بي خطاويي .. ولا عاد رايي يقديني .. وصرت أطلب الصاحب يعيي .. ماغير بعدين بعديني .. وتنكرولي بني خيي .. واستسهلوني معاديني .. والموت ماعاد متهيي .. والعمر ماعاد يمديني .. تكفين لا يابعد حيي .. ظلي معي لاتهديني)
*ومن أوزانه ما يلتقي مع البحر العربي المسمى بالمتدارك وتفاعيله(فاعلاتن فعولن فاعلاتن فعولن) نحو:-
يا رسول البشاير....بلّغ الشوق عني
قل له القلب حاير....والسنين أتعبنّي
والنوع الآخر يقابل بحر المجتث وهو قليل الإستعمال في الوقت الحاضر وتفاعيله(مستفعلن فاعلان مستفعلن فاعلتن) نحو :-
من عادة السعد ما يدوم.....يا سرع ما تمضي ساعاته
لو أسعدك وقتك بيوم.....لابد بتذوق لوعاتــــــــــه
ونوع آخر من الهجيني مشهور جداً يضاهي شهرة المسحوب ويلتقي مع بحر الرمل وتفعيلاته(فاعلاتن فاعلاتن فاعلن) نحو :-
إجرحيني جرح في قلبي عميق.....جرح ذكرى ما تداويه السنين
والرسايل ولّعي فيها حريق.....وأثبتي شكي في حبك باليقين
ومجزوؤه(فاعلاتن فاعلاتن....فاعلاتن فاعلاتن) نحو :-
أسمحي لي في كلامٍ.....بعد تجريبٍ بقوله
تجهلين انتي من الحب....كل معانيه واصوله
4- بحر الحداء : وينطق الحدا .. وهو بحر قصير الفقرات سريع النغمات قليل الأبيات .. مثال ( يا بو هلال ليتك تشوف .. حطوني العسكر نظام .. يقودني مثل الخروف .. العسكري ولد الحرام ) .
5- العرضه : وهو لون جماعي حماسي يغنى بمجموعات ، وقد سمي بالحربي .. مثال :
( والله ياللي منتوي حربنا مايليق .. واللي زبنا ننثني دونه وعينه ماتنام .. واللي قعد عن لابته لاتجعلونه رفيق .. خله مع الخفرات خدامٍ لسمر اللثام).
بحور الشعر النبطي وأوزانه
6- بحر الطويل : وهو بحر عربي ويقل استعماله حاليا وتفاعيله(فعولن مفاعيلن..فعولن مفاعيلن) نحو:-
نوى القلب يمشي لك على السمع والطاعه....نوى القلب نيه ما نواها لحد غيرك
أحبك واقول امرك لها النفس خضّاعه.....مع الشك والغيرة وهجرك وتقصيرك
7- بحر الهزج : وهو أحد بحور الشعر العربي ويكثر إستعماله في الشعر العامي وتفعيلاته(مفاعيلن مفاعيلن...مفاعيلن مفاعيلن) نحو:-
مشاعر تختلج فيني.....لخلي كيف أوصّلها
وشوق بناره يكويني....يذيب الروح ويقتلها
8- بحر الرجز : بحر عربي وتفاعيله(مستفعلن مستفعلن...مستفعلن مستفعلن) نحو :-
يا مدّعي التجديد في شعرك بتغميض ورموز...لو نسألك تفسيرها لكان ردّك بالنفي
فكيف نتفاعل معك وباعجابنا شعرك يفور....وانتا مع انك كاتبه مضمونه في ذهنك خفي
9- بحر البسيط : بحر عربي وتفاعيله(مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن) نحو :-
أرجوك جفت دموعي لا تبكّيني.....يكفيني اللي من الهجران قاسيته
10- بحر المديد : بحر عربي واستعماله قليل في هذا الوقت وتفاعيله(فاعلاتن فاعلن فاعلاتن) نحو:-
طايرات الميق واحد وعشرين....ما تصيب أهدافها مثل عينك
والرموش السود صفّت جيشين....واشرقت شمس الضحى من جبينك
كذلك يوجد : السامري ، والهلالي ، والمربوع ، والقلطات .. ؛ والحقيقة بأنني لا أعرف عن هذه البحور الكثير ..
** وبعد أن أخذت فكرة موجزة وسريعة عن بعض البحور ، سندخل الآن في كيفية وزن القصيدة ..
طرق كتابة القصيدة *
هناك طريقتان ، لوزن القصيدة ومعرفة الكسور فيها : -
الأولى:
تلحينها وغنائها ، أي تقويم الأبيات على لحن معين تسحب عليه الأبيات كاملة حتى تكون جميع الأبيات على سياق اللحن ولا تشط عنه في نشاز لحني ، وإلا كان هذا هو الكسر .
الثانية:
وهي الأضمن والأفضل ولكنها ليست الأسهل ) .. وهي التفاعيل)
والتفاعيل لها حروف خاصة تسمى حروف التقطيع ولها مقاطع صوتيه بعضها سمي أسبابا وبعضها سمي أوتادا ، وبعضها خماسي وبعضها سباعي .
طرق كتابة القصيدة بالشرح
ركز معي الآن ، القصيدة عبارة عن أبيات .. الأبيات عبارة عن كلمات .. الكلمات عبارة عن حروف ..
جميل .. وصلنا للحروف .. الحروف في التفاعيل تنقسم إلى نوعان : متحرك ، وساكن .. فقط لا غير
أي فتحة وسكون .. وسأستعيض عن الفتحة بالداش أي /
وأستبدل السكون بحرف الأو بالانجليزي أي O
حسناً .. دعنا نوزن بيت واحد فقط الآن ، مثلا هذا البيت :-
أنثر قصيدي مثل نثري للأحلام .. غيري تمتع به وأنا ضايق البال
لا تنسى : الحروف في هذا البيت ، نوعان في من التفاعيل ، متحرك وساكن
وزن الكلمة الأولى يكون على النحو التالي :
أ ن ث ر
حرف الألف : متحرك .. لماذا ؟ لأن غير ساكن ، أي توجد فوقه فتحة . فيكتب : / ( فتحه) ، أو حركة
حرف النون : ساكن .. لماذا ؟ لأنه غير مضموم ولا مكسور بل ساكن ، فيكتب (سكون ): O
حرف الثاء : متحرك ؟ لنفس السبب ، أي لأن تحته كسره وينطق أنثـِـر ، فيكتب متحرك أي
: /
حرف الراء : ساكن ، فيكتب
: O
O/O/إذن .. فالكلمة الأولى تكتب
الفتحة الأولى هي حرف الألف والسكون الثاني هو حرف النون ، والفتحة الثالثة حرف الثاء ، والسكون الأخير هو الراء.
إذا استوعبت الكلمة الأولى فيمكنك وزن باقي البيت والقصيدة كلها على نفس الموال ، أي ، تكتب الكلمة الثانيه وتقسمها إلى حروف متحركة وساكنة ، بنفس الطريقة الأولى ، وكذلك الكلمة الثالثه ، والرابعة حتى ينتهي الشطر الأول ثم تكمل الشطر الثاني بنفس الطريقة ، فيصبح :
أن ث ر قصي دي مث لنثـ ري للح لا م
/O /O // O / O /O // O /O // O /O /
ألا تلاحظ شي ؟ .. بأن السكون يكون هو آخر حرف دائما ، بعده تكون تفعيلة ثانيه ، وهذا هو الصواب ، أن يكون السكون مرحلة الانتقال للتفعيلة الثانية ، أو التقطيعة الثانية وإلا فإنك ستبقى تكتب /// حتى تواجه سكون فيكون ///O ، بعدها تبدأ من جديد.
الشطر الثاني
، وهو : غيري تمتع به و أنا ضايق البال ، سيكتب على النحو التالي- :
غي ري تمت تع به وأنا ضا يقل با ل
/O /O // O / O /O // O /O // O /O /
ألا تلاحظ شي آخر هنا ..؟
، في كلمة تمتّـع ..؟ ، في التقطيع أضيف لها حرف تاء ثالث !.. فـأصبحت في التقطيع ، تمتـ تـع.
لماذا ؟ .. السبب .. لأن التاء مشدّدة .. وفي حالة تشديد أي حرف يتحول لحرفين في التقطيع . لأنه ينطق أصلا حرفين ( جرب الآن كلمة تمتـّـع ) ستجد أنك نطقت التاء ثلاث مرات في الكلمة ، لذلك فهو يكتب في التقطيع كما ينطق .
بعد أن انتهيت من البيت الأول كاملا .. أدرج البيت الثاني تحته وقطـّعه بنفس الطريقة ، إذا كان البيت الثاني موزون على نفس وزن البيت الأول فإنك تسير على نفس البحر .. ولا توجد كسور في قصيدتك ، أي .. الشطرين الذين كتبناهما الآن تقطيعهما كالتالي : -
/O /O // O / O /O // O /O // O /O / *** /O /O // O / O /O // O /O // O /O /
يجب أن يكون البيت الثاني بنفس التقطيع أي : -
/O /O // O / O /O // O /O // O /O / *** /O /O // O / O /O // O /O // O /O /
وهكذا الى نهاية القصيدة