السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أغلب الرجال أصبح غارقاً بمشاغله وعمله وأسرته وأهله .. وأغلب النسوة انشغلن بتدبير أمور المنزل والأولاد وتجهيز الطعام
والاهتمام بالاناقة والترتيب والجارات والصديقات ..
وتناسى أغلبهم أمر الدعوة إلى الله والدعوة إلى الإسلام ..
بل أصبح هم الدعوة يمشي غريباً بيننا ..
هناك الكثيرون ولله الحمد مهتمون بأمر الدعوة .. لكنني أتساءل ..
هل نحن من أولئك ؟ هل الدعوة هي شغلنا الشاغل ؟ هل همومنا التي تشغل بالنا وتأخذ جـُـل اهتمامنا هي هموم دعوية أم دنيوية ؟
لمَ لا نرى همماً في الدعوة كتلك الهمم التي قرأنا عنها في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
أم أن ذنوبنا الكثيرة - عفا الله عنا - قد أقعدت هممنا تلك ..؟
أسئلة استنكارية .. تنطوي حروفها على إجاباتٍ لها ..
غاب عن ذهننا قَول : ربّ همّة أحيت أمة ..
فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وحب الإصلاح والسعي إليه أصبحت مجرد مفاهيم يُحكى عنها وكأنها من واجب العلماء فقط ..
أو كأنها " فرض كفاية " .. إن قام به البعض سقط عن البقية .. مع أنها واجب كل مسلم ..!
قال عز وجل في سورة هود :
( وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ )
لَم يقل جل في علاه : (صالحون) بل قال (مصلحون) .. وفي هذه الكلمة عبرة لأولي الألباب ..
فلا يكفي أن نكون صالحين .. بل علينا أن نكون مصلحين لغيرنا ولمن حولنا .. وعلينا أن نقوّي عزائمنا وهممنا للدعوة ..
وننفض عن أنفسنا غبار الكسل والخجل ..
أين تبخّرت هممنا الدعوية ؟؟
لعلي أعلم الإجابة..
تبخّـرت الهمم .. حيث تبخترت الهموم .. هموم الدنيا وحبها والركض ورائها ..
كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( يوشك الأمم أن تداعى عليكم ، كما تداعى الأكلة إلى قصعتها ، فقال قائل : و من قلة نحن يومئذ ؟ قال : بل أنتم يومئذ كثير ،
ولكنكم غثاء كغثاء السيل ، و لينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم ، و ليقذفن الله في قلوبكم الوهن ، فقال قائل :
يا رسول الله و ما الوهن ؟ قال حب الدنيا و كراهية الموت ) / حديث صحيح
فلمَ نجعل منها همنا الأكبر وشغلنا الشاغل ؟
مع أن الدنيا لم ولن تكتمل لأحد .. فلماذا نركض وراءها ونحن نعلم أننا لن نصل لقمة السعادة فيها ؟!
إخوتي أخواتي .. أذكر نفسي وإياكم ..
الله الله في الإصلاح ، في الإيجابية ، وفي بذل الجهد في الدعوة ..
فالإسلام يستصرخ بنا ضمائرنا لنسارع لنصرته .. فلنلبي نداءه .. وليبدأ كلّ منّا بنفسه .. وبمن حوله .. وبكل من يلتقي به ..
ازرعي بذرة طيبة في كل من ترينه .. حتى وإن رأيته في غرفة الانتظار عند طبيب الأسنان ..
فربّ صحبة ساعة كشفت صاحبها الى قيام الساعة..
احملي همّك الدعوي أينما ذهبتِ .. وأضيفي إليه تاءً مربوطة .. حوّليه إلى همّة .. وعمل .. في كل لحظة من لحظات حياتك ..
كوني شعلة ً للإسلام يكن الإسلام شعلة ً لكِ .. تنير دربكِ يوم القيامة ..