السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
لا أعلم من أين أبداء فقلبي يعتصر من بعد أن
قرأت قصة ميمونة الوهيبي أسأل الله أن يرحمها
و يسكنها فسيح جناته ..
فتاة في العشرين من عمرها في ريعان و عنفوان
شبابها الدنيا بأسرها منفتحة أمامها ..
شبابها .. و صحتها .. و مركز والدها الاجتماعي
فهوا مستشار وزير الشؤون الإسلامية ..
أي فتاة في مثل عمرها و قد فتحت عليها أبواب
الدنيا .. ماذا تظنوها فاعلة ؟؟
بالتأكيد .. ستغتر و تفرح بما هي فيه من نعيم ..
و ستعيش عمرها بأدق تفاصيله .. ستواكب
خطوط الموضى .. و تلبس أفخم العبايات ..و
ستنافس قريناتها في كل شيء ...
هذا ما سيفعلونه بالتأكيد من هم في مثل سنها إلا من رحم ربي ..
ولو تكلمت مع واحده منهن عن الحجاب أو القفاز
تقول بأعلى صوتها ... ما هذا التعقيد ..
للأسف هذه هي اهتمامات الفتيات ...أغلب وقتها
على النت .. أو في الأسواق و المجمعات .. أو
في الأفراح و الحفلات ..
..لكن ميمونة تختلف عنهم جميعاَ ..
هذه الفتاة أعطتني درس لن أنساه
طول عمري ..
فتاة في العشرين تحفظ القرآن كاملاَ بالعشر
قراءات ..
فتاة منكبه على طلب العلم الشرعي
آخر كتاب قرأت قبل وفاتها شرح أسماء الله الحسنى ..
فتاة ملتزمة بحجابها فلم يخرج من جسدها شيء ..
حسنت الأخلاق ..متواضعة ..مبتسمة... بشوشة ..
أغلب وقتها منكبه على القرآن و كان آخر شيء يلامسه جسدها كتاب الله ..
فتقول مغسلة الأموات:_ بصعوبة أخرجنا
المصحف من بين يديها ..
فتاة ألهمها الله بكتابة وصيتها قبل موتها حتى
تكون عظة و عبرة لنا ..(هذا ما نحسبها و الله
حسيبها )
آه يا ميمونة كم أثرت في قصتك كثيراَ ..
وكانت في حياتك لي عظاتٌ ......... فأنت اليوم أوعظ منك حي
فتاة في العشرين تفعل ذلك كله و نحن في زمن
الفتن منفتحة في كل مكان ( نت .. بلوتوثات ..
مقاطع .. أغاني .. ستار أكاديمي ....الخ )
تذكرت حديث الرسول صلى الله علية و سلم
( طوبى للغرباء )
فميمونة غريبة في هذا الزمن المحموم بالفتن و الفساد ..
أصدقكم القول: أن غرت منها... لا بل أغبطها و سأسعى جاهدة و سأحارب نفسي الأمارة بالسوءلأصل ما وصلت له ميمونة ..
ميمونة ذهبت و رحلت من هذه الدنيا الفانية ولكن
هل هناك ميمونة أخرى ستأتي؟؟؟
نعم أمتنا و مجتمعنا محتاجين لأمثال ميمونة الكثييييير حتى نرتقي بها ..
ذهبت ميمونة و رحلت ولن يسألنا الله ما عملته
ولن يسألها عما عملنا ..
قال تعالى (تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون "
رحلت ميمونة و قد أنهت مدة إقامتها في الدنيا و
أنتهت من الإختبار ..
و نحن ما زلنا نختبر ولم ينتهي الوقت بعد ..
رحلت ميمونة و قد رسمت أجمل منظر لما ينبغي أن تكون عليه الفتاة المسلمة ..
و دليل ذلك أن الكثير يترحم عليها دون أن يعرفها و أنا من ضمنهم ..
أليست هذه من فضل الله علامة قبول ..
و نحن إذا رحلنا هل سنترك لنا بصمة في هذه الدنيا .؟؟
أم سيفرح لموتنا الناس و الدواب و الشجر و الحجر لأن وجودنا مثل عدمه و العياذ بالله .
أخواتي الفاضلات ..
هذه أعمال فتاة العشرين .. فماذا عملنا نحن أبناء
الثلاثين .. و الأربعين .. و الخمسين ..
لا يوجد شيء مستحيل أصدقي مع الله سيصدقك
عز وجل أعلنيها كما أعلنتها توبة نصوح لوجه
الله تعالى و لنبداء صفحة جديدة ..
مازلت أنفاسنا بين أجسادنا فلنستغل الفرصة ..و
لنترك التسويف فلا أحد يضمن عمرة لو لثانية
واحدة ..
لو سألنا ميمونة ماذا تتمنين ؟؟
ستقول .... أتمنى أن أرجع للدنيا حتى أركع ركعة لله عز وجل ..
و أنت ما زلت فيها فأستغلي الفرصة قبل فوات
الأوان و قبل الندم ..
.روى أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بقبرٍ فقال: (من صاحب هذا القبر؟) فقالوا: فلان، فقال: (ركعتان أحب إلى هذا من بقية دنياكم (،وفي رواية قال صلى الله عليه وسلم: (ركعتان خفيفتان مما تحقرون وتنفلون، يزيدها هذا في عمله، أحب إليه من بقية دنياكم)
فلنستغل الفرصة أخياتي فنحن في موضع أمنية
الكثير من الناس ..
و أخيراَ ..
أسأل الله تعالى أن يغفر لميمونة الوهيبي و والدها
عبد العزيز و أمها نورة و أخواتها و أن يغسلهم
بالماء و الثلج و البرد ..
اللهم إنهم كانوا في ضيافتنا وهم الأن في ضيافة
أكرم الأكرمين فأكرم نزلهم ووسع مدخلهم ..
و غفر لنا و أرحمنا إذا صرنا إلى ما صاروا إليه
و سخر لنا من يدعوا لنا يا أرحم الراحمين ..
اللهم آمين ..
أختكم المحبة لكم دائماَ ...