إلى تلك الصور المتميزه والاشراقات المتلألئة على جبين حفيدة عائشة وفاطمة وأسماء.
إلى الوجوه المضيئة التي تفخر بها أمة محمد- صلى الله عليه وسلم-. مائة وثلاث وثمانون سنبلة تتصاغر أمام تلك الأخت العاملة الصامتة وهي تسارع تتقي بيدها الوهن والضعف وقطرات من العرق تجمل جبينها.. ما كلت قدمها ولم تعبت يدها ولا فتر لسانها..
تحمل هم الأمة قولا وعملا وتلح لها بالدعاء والتمكين..
إنها أمة الله.. علمت أنها ماخلقت عبثا ولا تركت هملا .
علمت أن هناك موقفا فاستعدت وأن هناك سؤالا فأعدت.
مقدمة
الحمد لله القائل {وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين } والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين الذي بلغ الرسالة وأدى الأمانة وجاهد في الله حق جهاده.
أما بعد:
فإن الدعوة إلى الله من أهم المهمات وأوجب الواجبات، بها يستقيم أمر الفرد ويصلح حال المجتمع. ولقد كان للمرأة المسلمة دور مبكر في الدعوة إلى الله ونشر هذا الدين.. فهي أم الرجال وصانعة الابطال ومربية الأجيال.. لها من كنانة الخير سهام وفي سبيل الدعوة موطن ومقام.. بجهدها يشرق أمل الأمة ويلوح فجره القريب..
وقد جمعت لها مائة وثلاث وثمانين سنبلة تقطف الأخت المسلمة زهرتها وتأخذ من رحيقها.. فهي سنابل مخضرة وأرض يانعة. غرستها أخت لها في الله حتى آتت أكلها واستقام عودها.
إنها نماذج دعوية لعمل الحفيدات الصالحات ممن يركضن للآخرة ركضا ويسعين لها سعيا.. فأردت بجمعها أن تكون دافعا إلى العمل ومحركة للهمم.. واختصرتها في نقاط سريعة لتنوعها وكثرتها واكتفيت بالإشارة والتذكير.
وما كان لمثلي أن يستقصي الوسائل الدعوية للمرأة المسلمة ولكنها مساهمة يسيرة ومشاركة متواضعة.
وفي الطريق لأخذ السنابل عقبات كثيرة وصوارف عديدة..
وهي وإن كانت تعوق المسير لكنها لا تمنع السير.. بها يتضاعف الأجر وتزيد المثوبة.
فألقي- أيتها الأخت المسلمة- رداء الكسل واستعيني بالله و استقبلي أيامك بالعزيمة والصبر.. فإن أمامك غراس الآخرة.. فأري الله منك خيراً.
رزقني الله وإياك أصوب العمل واخلصه، وجعل لنا من الأجر أتمه وأكمله.. وبوأك ظلال الجنة وحرم وجهك على النار وجعل مثواك جنات عدن تجري من تحتها الأنهار.
عبد الملك بن محمد بن عبد الرحمن القاسم
سنبلة العام
* من التفت يمنة ونظر يسرة يطاله العجب من حال العالم الإسلامي.. جراح في كل مكان وآلام وآهات في كل جسد مسلم.
كثيرة هي آمالنا.. أن نعين المنكوب ونعلم الجاهل ونرعى الأرملة ونكفل اليتيم.. ولكنها تبقى أماني حتى تخرج إلى أرض الواقع قولاً وفعلاً..
نتساءل في أوقات كثيرة والحزن يملأ القلوب.. ماذا نفعل؟! وماذا نقدم؟!
إليك يامن طال تساؤلك.. وكثرت أمانيك باب مفتوح للخير.. مشروعنا الأول- كما أسمو- خطوة في درب الجهاد الطويل.
إنه مشروع دعوي يتكرر نهاية كل عام دراسي مرة واحدة، يتمثل في جمع أوراق الدفاتر المدرسية الزائدة عن الحاجة والتي لم تستعمل.. وتجميعها وإعادة تغليفها بالورق المقوى.. ليصبح لدينا بعد تجميع الأوراق دفتر جديد صالح للاستعمال.
في هذا المشروع البسيط ومن مدرسة واحدة في منطقة الدمام تم جمع أكثرمن 4500 دفتر
نعم في عام واحد ومن مدرسة واحدة أربعة آلاف وخمسمائة دفتر..
التكاليف محدودة جدا.. دباسة وأوراق لاصقة توضع فوق غلاف الدفتر الجديد فيها معلومات عن الاسم والمدرسة والصف إضافة إلى الغلاف المقوى الخارجي..
وقد قامت إحدى الهيئات الخيرية بإرسال هذه الدفاتر إلى أنحاء المسلمين المحتاجين إليها.
إنه مشروع دفاتر طالب العلم.. للحفاظ على أموال المسلمين من أن تلقى في المخلفات وهي صالحة للاستعمال. وبالامكان جمع بقايا الأدوأت المكتبية الاخرى كالأقلام والمساطر وغيرها.. دعوة ممن بدأن العمل وسن سنة حسنة..
مدي يدك.. إجعليها في أيدينا كل عام.. وفي أيام معدودة تساهمين مساهمة كبيرة في نشر العلم بين صفوف المسلمين.. إنها أيام غالية..
لا تضيعيها في الأماني والأمنيات أيتها الحبيبة..
سنبلة مشرقة
* منذ أحد عشر عاماً كانت تلك الليلة.. ليلة مشرقة في حياتي.. لا زلت أذكرها جيداً حيث تحدثنا عن الإسراف والتبذير في مجتمعنا وهو مجال ملاحظ ومشاهد.. إنها يعم لا نلقي لها بالاً.
كنا ثلاث نساء فقط في تلك الأمسية الجميلة ولامسنا الجرح المؤلم والنزف الدائم لأموالنا.. عندها تشاورنا أن يكون لنا دور في خدمة هذا الدين العظيم.. هنا صممت إحدانا وبقيت أنا وأخت واحدة.. إنتهى الحديث ومن ثم المجلس وقررنا العمل على قدر إستطاعتنا..
بدأنا بجمع مبالغ شهرية تصل إلى مائة ريال فقط، لم ينقص من أموالنا شيء ولا رأينا في ثيابنا قلة.. استمر عملنا أشهراً متتابعة ونحن ندخر مئتي ريال شهرياً وندفعها لصالح الأعمال الإسلامية الخيرية.. ثم يسر الله وتوسعت الدائرة وكثر الخير.. وبدأ الكثيرات يشاركننا في دفع هذا المبلغ الرمزي.. مائة ريال كل شهر.. حتى وصل ما نجمعه إلى مبالغ كبيرة معظمها من المعارف والأقارب والجيران..
بدأنا بإرسال رسائل إلى الخارج تحمل كتباَ في العقيدة بمعدل إرسال اسبوعي يقارب مئتي رسالة وأكثر من خمسين طرداً كبيراً يحوي أمهات الكتب إلى أنحاء العالم.. واستمر عملنا طوال سنوات ماضية.. نرسل من خلالها العقيدة الصحيحة والعلم النافع إلى جميع أنحاء العالم..
ورغم أن هذا هو عملنا لفترة طويلة ومستمرة إلا أنه تبقى لدينا خلال تلك الفترة فائض مالي عن حاجة الإرسال فكان أن أنفقناه في مشاريع أخرى عن طريق جهات خيرية معروفة.. إنه مشروع بدأ بمائتي ريال.. ولكن ألقي- أختي المسلمة- نظرة إلى بعفر الحصاد.. حفر تسعة عشر بئراً عادياً.. وحفر ثلاثة آبار أرتوازية تكلفتها ستون الف ريال وبناء خسة مساجد وإرسال ألوف من الكتب.. إضافة إلى مبالغ مقطوعة تدفع لمساعدة إخواننا المحتاجين في الصومال والبوسنة وغيرهما..
إنه مشروع صغير.. مائة ريال.. حتى بارك الله فيها وجعلها تنمو وتنمو وتنمو..
سنبلة مباركة
* ريعان الشباب كفراشة تنبض بالحياة.. لم يتجاوز عمرها السبعة عشر عاماً.. تحمل هم الدعوة.. وهم الأمة.. تتحرق شوقاً لرفعة راية الإسلام.. همها منصرف للدعوة.. عيونها تتابع المحاضرات ومتى موعدها ومن ستلقيها.. أما حفظ القرآن فقد إنصرفت بكليتها نحو حفظه.
حركة لا تهدأ فمن نصيحة رقيقة تهديها إلى إحدى زميلاتها إلى كلمة حلوة تدعو فيها لحفظ القرآن في مصلى المدرسة.. إلى قوة في إنكار المنكر وعدم الصبرعلى رؤيته.. أما المدرسات فلهن نصيب من دعوتها..
الله أكبر.. لا تراها إلا تتقلب في أنواع العبادة.
يوما أهمها أن ترى مديرة المدرسة لا تلبس الجوارب.. صعدت إليها وسلمت في أدب رفيع وشكرت المديرة على جهدها..
وقالت: نحن ندعو لك بظهر الغيب وأنت القدوة والمربية والموجهة.. ثم تبعت ذلك.. لا أراك تلبسين الجوارب وأنت تعلمين أن القدم عورة وخروجك ودخولك مع البوابة الرسمية عبر أعين الرجال يا أستاذتي الفاضلة..
طأطأت مديرة المدرسة رأسها وهي تعلم صدق نصيحة الفتاة فكان أن قبلت وشكرت.. وقالت في نفسها إن الكلمة الصادقة لها رنين ووقع في النفس..
فرحت الطالبة وهي ترى المديرة تستجيب لله ولرسوله وتعود من قريب.. وحمدت الله على قبول النصيحة.. ولكن هناك أمرا أهمها.. فكرت لمن تبثه.. ولمن تقوله..
* فاجأت مدرسة العلوم الشرعية وهي قدوتها ومربيتها بسؤال عجيب.. يا أستاذتي الفاضلة.. أين نصيب المستخدمات في المدرسة من الدروس وحفظ القرآن والمواعظ.. هيا لنبدأ معهن. قررت مع مدرستها أن تعلمهن قصار السور ويدعين لحضور المحاضرات المدرسية.. وبحثن عن داعية في المدرسة صاحبة صبر وجلد وسعة بال وقلن لها: هنا نساء في منزلة أمهاتنا.. لمن نتركهن؟؟
إنها فتاة الإسلام مباركة أينما كانت.. مباركة أينما حلت وارتحلت..
سنبلة الصحبة
* أثر الصحبة عجيب.. تأمل قول الله تعالى في سورة الكهف عندما رفع درجة الكلب برفقته للصالحين وذكره معهم: {سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم.. }.
أما هي فعندما توفيت صديقتها فقد جعلت عمرة ابنها الصغير عن هذه الصديقة.. أما الأخرى فإن لسانها يلهج بالدعاء والرحمة لها.
* بدأنا طريق الهداية ونحن في المرحلة الجامعية ثلاث قريبات جمعتنا القرابة وزادت المقاعد الدراسية ذلك الحب والود.. ثم تأصل كل ذلك محبة في الله.. بدأنا في جمع مبلغ بسيط من مرتباتنا في الجامعة به نشتري بعض الكتيبات والأشرطة.. وعلى الرغم من قلة هذا المبلغ إلا أن الله بارك فيه ليشمل ما نوزعه جميع أقاربنا ومعارفنا.. وبدأ ينضم إلينا بعض فتيات العائلة حتى تيسرت أمورنا ولم تعد المادة عائقا نحو شراء تلك الكتب والأشرطة.
* صاحبة طاعة وقيام ليل.. لا تترك النوافل.. وعندما تحدث زميلاتها في المدرسة الثانوية تحث فيهن روح العمل.. هيا نصلي.. متى نعمل إذا كبرنا وأصبح الوقوف صعبا والركوع مشقة والسجود بجهد.. نحن في زمن النشاط والقوة.. هيا نعمل ونجد في الطاعة قبل أن يدركنا الموت أو تدب إلينا الأمراض والأسقام والأوجاع.. وقبل أن تكثر مسئولياتنا من زوج وأبناء.
* ثلاث زميلات في الجامعة تعاهدن على حفظ القرآن كاملا.. وكان بينهن اتصال مستمر مساء كل يوم لتسميع ما حفظن.. دقائق معدودة وفي نهاية الأسبوع يكون التسميع لبعض الآيات.. من أول السورة ووسطها وآخرها ليسترجعن ويتأكدن من حفظهن.. كانت النتيجة من هذا الخير في شهر ونصف حفظن سورة البقرة.
* طريق يومي تسلكه يتراوح بين عشر دقائق وخمس عشرة دقيقة إنه طريق الذهاب إلى الجامعة والعودة.
قررت أن تجعل هذا الوقت لقراءة كتيب نافع ومراجعة قراءة ما حفظته من كتاب الله.. كثيرات يسلكن مثل هذا الطريق منذ سنوات ولكن دون فائدة.
سنبلة الحفيدة
* مدارس كثيرة بها خيرة المعلمات علما ودعوة ونشاطاً.. أما هي عندما عينت فإنها ارسلت إلى مدرسة تزخر بالمعلمات لكنهن نائمات.. فلا توجد محاضرات ولا دروس.. في البداية بدأت في التودد إلى المدرسات وقالت: هم أهم عندي الآن من الطالبات لأنهن داعيات خاملات آثرن الكسل والدعة.. فقط يحتجن إلى إيقاظ..
بدأت خطوات الإيقاظ بالكتاب والشريط والهدية.. حتى تحولت المدرسة إلى شعلة نشاط ومركز دعوة.. حمدت إحداهن الله وهي تردد كيف ضاعت مني خمس سنوات يومياً أقف أمام الطالبات ولم أدعهن وأحدثهن وأركز على تربيتهن!! إنها الغفلة اليوم والحساب غداً.
* شرعت المعلمة في بيان أضرار السفر والفساد والانحلال في بلاد الكفر.. وعقبت بدعاء صادق.. نسأل الله أن لا ندخلها ولا نذهب إليها..
ولم ينته الدعاء حتى تسلل من بين الصفوف صوت حمل هم الدعوة: نعم يا معلمة.. نسأل الله عز وجل ألا ندخلها إلا فاتحين!! لا فض الله فوك وجعلك وأبناءك من الفاتحين.
* تكد وتكدح للآخرة...- والله- إنها تركض للآخرة ركضا وتسعى الا سعياً.. فمن محاضرات إلى ندوات إلى نصائح. كل عمل خير لها فيه نصيب.
وفي نهاية كل شهر- علمت إحدى المدرسات من زميلاتها- أنها ترسل راتبها كاملاً لأعمال الخير.. نعم كاملاً وأقسمت لقد رأته- برباطه- ترسل به إلى كفالة أيتام وطبع كتب وتجهيز غاز..
جعل الله مستقرك جنات عدن أيتها المؤمنة ورفع درجتك وأعلى منزلتك وكثر من أمثالك.. ووالله لأنت حفيدة عائشة وفاطمة.
* اجتمعت معلمات المدرسة وقررن الدخول في (جمعية) مع بعض.. وكل منهن تتحدث عما ستفعل بالمبلغ عندما تستلمه أما هي فصامتة تنتظر ذلك اليوم.. حتى إذا استلمت المبلغ دفعت به لبناء مسجد.. لعله يصيبها الأجر والثواب.
سنبلة المرض
* مرضت وأدخلت المستشفى وكان في ذلك خير كثير لها ولمن حولها.. تحولت غرفتها إلى خلية نحل ونشاط متصل.. بدأت بتوزيع كتب على الممرضات والطبيبات باللغات الأجنبية واتبعتها الأشرطة..
أما المريضات فحدث ولا حرج عن عدد الكتب التي تم توزيعها حتى فاضت وزادت ووصلت إلى صالة انتظار النساء في الدور الأرضي.. أما تلك المرأة الكبيرة في السن وليس لها نصيب من العلم فقد إشترت لها جهاز راديو بمبلغ عشرين ريالاً ووضعت المؤشر على إذاعة القرآن الكريم.. ثم تشاورت مع طبيبة داعية وقررن وضع أرفف في ممرات قسم النساء ووضعن عليه كتباً صغيرة غالبها موجه للنساء.
أما مدير المستشفى فقد وصلته قائمة طويلة بما رأت وما تقترح ودونت جميع ملاحظاتها في تلك الرسالة.
عجبت الطبيبات من همتها ونشاطها فهي تتفقد النساء في غرفهن وتسأل عن حاجتهن وما يردن..
* وعندما رأت الطبيبة إمرأة ممن امتشقهن الشيطان وهي تبرز مفاتنها وتحمل زهوراً لتقدمها لقريبتها.. سألت الطبيبة مريضتها: من أين أتت عادة الزهور.. وكيف بدأنا نحرص على إحضارها لمرضانا رغم تكلفتها الباهظة..
قالت المريضة: إنها التبعية والتقلب حتى في الزهور.. نحن أمة نتبع التقليد الاعمى.. أرأيت في الصناعة لم نصنع قيد بعير.. أما في الزهور والموضة والأزياء فحدث عن البحر ولا حرج.
سنبلة في مخيم
* غالب اجتماعات أسرتنا اجتماعات كفقاعات الصابون لا فائدة منها.. بل إن الكثير منها فيها من الذنوب والمعاصي ما الله به عليم..
وعندما أخبرني زوجي أن العائلة قررت إقامة مخيم خارج مدينتنا نمضي فيه أسبوعين كاملين.. سمع أنه حرى من كبدي.. والتفت إلي متعجباً..
قلت له: لا تعجب.. إننا سوف نمضي أسبوعين نبحر فيهما فوق المعاصي والمنكرات.. ندافع الذنوب مدافعة!!
شد من أزري وشحذ همتي.. وقال: هل نتركهم للشيطان يستفزهم بخيله ورجله.. ليس لك البقاء.. والله إنه باب دعوة مفتوح.. اطلبي ماشئت.
هون الأمر علي واستحثني بذكر طرفي من سيرة الرسول- صلى الله عليه وسلم - حتى بدأت أفكر وأفكر..
لم يستقر لي قرار حتى هاتفت داعية مجربة ما العمل؟..
فأوصتني بالإخلاص وصدق النية والدعاء والتضرع إلى الله عز وجل.. ثم قالت: سارعي إلى الهدايا التي تحبب إليك الصغار وتفرحهم وهذا سينعكس على الكبار.. ولا تنسي هدايا النساء الكبيرات من عباءات مريحة "وغطاوي " للوجه.. ولا تنسي سجادة للصلاة لكل أم..
إبدئي بدعوة الكبيرات في السن وترقيق قلوبهن.. ثم عرجي على صاحبات القلوب الصافية والفطرة السليمة في الشابات.. وسترين مايفرحك.. لك فرصة أسبوعين كاملين تدعين فيها إلى الله.. متى تجدين في خيمة واحدة مثل هذا العدد.. لمدة أسبوعين؟!.
ونحن نسير متجهين إلى المخيم أصابني فرح عجيب من حديثها وإنها فرصة لن تتكرر.. وقررت الدعاء وبذل الأسباب.. وجعلت الأيام الأولى لأطفال من توزيع الهدايا والمسابقات وقص بعض قصص الصحابة والتابعين عليهم.. ثم بدأت في مساء كل ليلة بدرس لحفظ القرآن..
كل ذلك تم أمام أعين الجميع.. فسبحان من يسر وجعل حتى الشابات يقتربن ليسمعن قصص الصحابة والتابعين.. وكانت المفاجأة.. أسبوع واحد فإذا بي في وسط جو يملأه الفرح والسرور.. حتى بعض الشابات بدأن بقيام الليل مع بداية الأسبوع الثاني..
انتهى المخيم وأملي كان دون ما تحقق.. فلله الحمد والمنة.. بدأت العلاقات تقوى وأصبح لنا اجتماع تحفه الرحمة وتتنزل فيه السكينة.. شهور فإذا التأثير ينتقل إلى الآباء والإخوان، فأحمد الله عز وجل على توفيقه.. ولو بقيت في ترددي وتخاذلي وخوفي لما تحقق من ذلك شيء.. إنما هو إخلاص وعمل ودعوة.
كم من داعية وسط أسر تائهة.. وكم من معلمة وسط جو لم يتغير منذ سنوات.. ولكن ماذا أعدت الأخت للإجابة غداً؟! أين الأمانة.. وأين الدعوة إلى الله؟!
تااااااااااااااااااااابع ********************************************
******************************************************