اعرف نبيك على حقيقته الناصعة ...

بسم الله الرحمن الرحيم



اختار الله من البقاع والبلاد خيرها ومن النفوس اشرفها اصطفى من البشر رسلا" جعل اقوالهم واعمالهم واخلاقهم موازين توزن بها الاقوال والافعال والاخلاق والاعمال ومعرفة نبينا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ من الأاصول الثلاثة التي يجب على الإنسان معرفتها وكل عبد يسأل عنه في قبره قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ اضطرار العباد لمعرفة الرسول وما جاء به وتصديقه فيما اخبر به وطاعته فيما امرفوق كل ضرورة .
ولما نسمعه ونراه من إهانة لنبي الهدى عليه أفضل الصلاة والسلام وجب علينا المشاركة ولو بالقليل لماهو واجب منا تجاه نبينا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ فأقول مبتدأ"


نسبه :سيد ولد آدم وفخرهم في الدنيا والاخرة محمد بن عبد الله بن عبد المطلب اصطفاه الله من بني هاشم واصطفى بني هاشم من قريش وهم سلالة نبي الله ابراهيم علية الصلاة والسلام صفوة الخلق هو خير اهل الارض نسبا" على الاطلاق قال عليه الصلاة والسلام ( فأنا خيرهم نسبا" وخيرهم بيتا").


نشأته :نشأ يتيم الابوين فاقد لتربيتهما وحنانهما قال تعالى( ألم يجدك يتيما فأوى ).تقلب بين احضان متوالية برعاية من الله وكلاءة ،بغضت اليه عبادة الاصنام والخنوع لها ،حفظه ربه في صغره وصانه في شبابه، فما استلم صنما ولا مس وثنا" ، تزوج قبل البعثة بإمرأة نبيلة شريفة لبيبة هي اعضم النساء شرفا واوفرهم عقلا هي خديجة بنت خويلد ـ رضي الله عنهاـ بعثه الله والارض مملوءة بعبادة الأاوثان واخبار الكهان وسفك الدماء وقطيعة الرحم فدعا الى عبادة الله وحده صابرا" على ما يلقاه من تكذيب واعراض وجفاء.


خصائصه :رفع الله ذكره واعلى شأنه ، معجزاته باهرة ودلائله ظاهرة ،منصور بالرب مغفور الذنب ، أول من يشق عنه القبر وأول الناس يشفع يوم القيامة واكثر لانبياء تبعا" واول من يقرع باب الجنة واول من يعبر الصراط المستقيم يوم القيامة .


عبادته :

كان عبد لله شكورا يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه ، قرة عينه في الصلاة يقوم لله مخلصا" خاشعأ يقول عبد الله بن الشخير ـ رضي الله عنه ـ
( أتيت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو يصلي ولجوفه أزيز كأزيز المرجل من البكاء ) .


تعضيمه لربه :


معظم لربه ،رفيع الادب مع خالقه ، لا يدعي لنفسه شيئا" مما لايملكه إلا الله ، قال سبحانه وتعالى ( قل لاأملك لنفسي نفعا" ولا ضرا" إلاماشاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن انا الانذير وبشير لقوم يؤمنون ) وجاءة رجل فقال له ماشاء الله وشئت فقال له ( اجعلتني لله ندا قل ما شاء الله وحده ).


تواضعه :


أشد الناس تواضعا"، واحسنهم بشرا"، يجالس الفقراء، ويؤاكل المساكين ، يخصف نعله، ويخدم أهله، حمل مع صحابته اللبن في بناء المسجد ، لايعيب على الخدم ولا يوبخهم قال انس ـ رضي الله عنه ـ
( خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم تسع سنين فما عاب علي شيئا" قط ).


يوقر الكبار ويتواضع للصغار ،إن مرعلى صبيان سلم عليهم . رأى ابا عمير رضي الله عنه وكان صبيا فقال مداعبا له ( ابا عمير مافعل النعير )
كان عظيم التواضع بعيدا" عن الفخر والخيلاء والكبر والاستعلاء ،يقول: ( إنما انا عبد فقولوا عبد الله ورسوله ) . كريم النفس، سخي اليد، غزير الجود ، ينفق سخاء وكرما وتوكلا"، ما سئل شيئا" من متاع الدنيا مما يملك فرد طالبه، يقول انس ـ رضي الله عنه ـ ما يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا الا اعطاه .


بيت النبوة لاطعام فيه :


لا تغضبه الدنيا ، وماكان لها أعرض عن هذه الدار وعمل لدار القرار كان يقول : ( مالي وللدنيا ما أنا والدنيا إلا كراكب استظل بظل شجرة ثم راح وتركها ).
كان يمر به هلال وهلال ما يوقد في بيته نار، ويبيت الليالي المتتابعنه طاويا" واهله لا يجدون عشاء يومهم يقول عمر رضي الله عنه: ( لقد رأيت النبي يلتوي من الجوع ما يجد من الدقل ـ اي ردئ التمرـ ما يملأ بطنه ). وخرج من بيته من حرارة الجوع وربط على بطنه الحجر من ألم الجوع وكان الصحابةـ رضي الله عنهم ـ يعرفون الجوع فيه من تغير صوته .


ابتلاؤه :


لقي من الحياة مشاقها ومن الشدائد أحلكها نشأ يتيما فاقد الأابوين قال أنس ـ رضي الله عنه ـ ضربوا رسول الله صلى الله علة وسلم حتى غشي عليه اتهموه بالجنون ورموه بالسحر ووصموه بالكذاب. قال تعالى ( وقال الكافرون هذا ساحر كذاب ) .



رحمته :


رقيق القلب، مليئ بالرحمة ،إذا سمع بكاء الصبي في الصلاة تجوز مما يعلم من شدة وجد امه عليه من بكائه ، يزور البقيع فيتذكر الأاخرة ويبكي كان يزورابنه ابراهيم عند مرضعته وهو رضيع فيأتيه ابراهيم وعليه الغبار فيلتزمه النبي ويقبله ويشمه من عطف الابوه عليه، ولما مات دمعت عيناه وقال: ( إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولا نقول الا مايرضي ربنا وانا على فراقك يا ابراهيم لمحزونون) .
كامل الخلق سامي الاخلاق لم يضرب احدا" بيده تقول عائشة رضي الله عنها ( ماضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم قط بيده ولا امراة ولاخادمة ) .




تاااااااااااااااااااااااااااابع



*******************************************************************

***

وفائه :

أعف الناس ، واشرفهم لم تمس قط يده امرأة لا تحل له، كامل الوفاء مع أهل بيته وصحابته ـ رضوان الله عليهم ـ كان يذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء ثم يبعها الى صواحب خديجة بعد وفاتها وفاء لها وصلى على قتلى أحد بعد ثمانين سنة من الغزوة كالمودع لهم ، يكرم صحابته لم يؤثر لنفسه شيئا" دونهم ، يقول عثمان ابن عفان ـ رضي الله عنه ـ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يواسينا بالقليل .



حلمه :


وسع الناس بخلق حليم ، لا يجزي بالسيئة ولكن يعفوا ويصفح، لا يغضب لنفسه ولا ينتصر لها، يجذبه الأاعرابي يريد مالا" فيلتفت اليه مبتسما" ويعطيه سؤاله ، عفا عمن سحره ولم يثرب على من وضع له السم في طعامه وصفح عمن قاتله ،وقال لهم في مكة : (اذهبوا فأنتم الطلقاء) . تقول عائشة رضي الله عنها ما نيل منه شئ قط فينتقم من صاحبه .



اخلاقه :

لين الجانب دائم البشر يقول جرير بن عبد الله : ( مارآني رسول الله صلى الله عليه وسلم الاتبسم ). يتفقد اصحابه ويؤثر اهل الفضل بأدبه وجميل معشره حسن الصحبة يصل الرحم ولا يجفوا على أحد عفيف اللسان لم يكن فاحشا ولا متفحشا بل كان اشد حياء من العذراء في خدرها، خلاله على سجيته لا يحب تعظيم الالفاظ ولا تشدقها . جاء ناس الى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا أنت خيرنا وابن خيرنا وابن سيدنا فقال : يا ايها الناس قولوا بقولكم ولا يستهويكم الشيطان انا محمد عبد الله ورسوله ما احب ان ترفعونني فوق منزلتي التي انزلنيها الله ) . وفي طعامه لضيفه لا يتكلف موجودا ولا يطلب معدوما احبه الصحابة حبا" جما. إن قال استمعوا لقوله ، وان أمر تبادروا الى امره . يقول انس رضي الله عنه( لم يكن شخص أحب اليهم من رسول الله جمع من الاخلاق اطيبها ومن الاداب ازكاها) . قال شيخ الاسلام ابن تيمية ( لم تحفظ له كذبة واحدة ولا ظلم احد ولا غدر بأحد بل كان اصدق الناس واعدلهم واوفاهم با العهد مع اختلاف الأاحوال عليه من وخوف وتمكن وضعف )قال تعلى ( وانيك لعلى خلق عضيم )



أوصافه :


ابهى الناس وانظرهم منظرا" يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر ، يقول البراء : (لم ارى شئ قط احسن منه) رواه البخاري .


طيب الجسد ، زكي الرائحة ، يقول انس رضي الله عنه (ما شممت عنبرا" قط ولا مسكا" ولا شيئا أطيب من ريح رسول الله صلى الله عيه وسلم ، فصيح بليغ باهر البيان ، كلامه يأخذ مجامع القلوب ، اوقاته كلها معمورة في طاعة الله ومرضاته قال تعالى ( قل ان صلاتي ونسكي ومحيياى ومماتي لله رب العالمين لا شريك له ).
من بعثته الى مماته يدعو الى عبادة ربه وينهى امته عن الوقوع في الشرك . لاخير إل دل أمته عليه ولا شر الا حذرها منه .


نبينا لا يملك لأحد ضرا" ولا نفعا" :


نبينا محمد صلى الله علية وسلم بشر من البشر يمرض ويجوع ويحزن وينام. ليس له من خصائص الربوبية ولا الألوهية شئ وإنما رسول الله يبلغ رسالته ربه يقول الله تعالى ( قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي انما الآهكم اله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا" صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا ).


لا يرفع فوق قدره ، ولا ينقص من منزلته ، واجب اتباعه وامتثال امره، قيل : يحصل في تعظيم الرسول بتعظيم امره ونهية والإهتداء بهديه واتباع سنته قال تعالى ( واطيعو الله واطيعوا الرسول لعلكم ترحمون ) ومحبته بطاعته مقدمة على الوالد والولد قال عليه الصلاة والسلام ( لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من ولده ووالده والناس اجمعين ) .


نسأل الله عز وجل ان يجعلنا من المتمسكين بسنته والمقتفين بأثره والمتبعين لهديه