فضل صيام يوم عاشوراء؟ وما هي الحكمة من استحباب صوم يوم التاسع من محرم معه؟
** عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "ما رأيت النبي صلي عليه وسلم يتحري صيام يوم فضله علي غيره إلا هذا اليوم "يوم عاشوراء" وهذا الشهر يعني "شهر رمضان" ومعني يتحري: أي يقصد صومه لتحصيل ثوابه والرغبة فيه.
وقال النبي صلي الله عليه وسلم: "صيام يوم عاشوراء إني احتسب علي الله أن يكفر السنة التي قبله" وهذا من فضل الله علينا أن أعطانا بصيام يوم واحد تكفير ذنوب سنة كاملة والله ذو الفضل العظيم وقد كان للنبي صلي الله عليه وسلم في صيامه لعاشوراء أربع حالات:
الحالة الأولي: أنه كان يصومه بمكة ولا يأمر الناس بالصوم.
الحالة الثانية: أن النبي صلي الله عليه وسلم لما قدم المدينة ورأي صيام أهل الكتاب له وتعظيهم له وكان يحب موافقتهم فيما لم يؤمر به. صامه وأمر الناس بصيامه.
وأكد الأمر بصيامه والحث عليه حتي كانوا يصومونه أطفالهم والرأي الراجح أنه كان فرضا وواجبا في هذه الحالة.
الحالة الثالثة: لما فرض صيام شهر رمضان ترك النبي صلي الله عليه وسلم أمر الصحابة بصيام عاشوراء وتأكيده فيه.
الحالة الرابعة: عزم النبي صلي الله عليه وسلم في آخر عمره علي ألا يصومه مفردا بل يضم إليه يوما آخر مخالفة لأهل الكتاب في صيامه.
قال ابن حجر: فلما فتحت مكة واشتهر أمر الإسلام أحب مخالفة أهل الكتاب فوافقهم أولا وقال: نحن أحق بموسي منكم ثم أحب مخالفتهم فأمر بأن يضاف إليه يوم قبله.. خلافا لهم.
وعن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال: حين صام رسول الله صلي الله عليه وسلم يوم عاشوراء وأمر بصيامه قالوا:يا رسول الله إنه يوم تعظمه اليهود والنصاري فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع" قال: فلم يأت العام المقبل حتي توفي رسول الله صلي الله عليه".
وقال الشافعي وأصحابه وأحمد وإسحاق وآخرون يستحب صوم التاسع والعاشر جميعا لأن النبي صلي الله عليه وسلم صام العاشر ونوي صيام التاسع وعلي هذا فصيام عاشوراء علي مراتب أدناها أن يصام وحده وفوقه أن يصام التاسع معه وكلما كثر الصيام في محرم كان أفضل وأطيب.
والله أعلم
-=-=-=-=-=-=-=-=-=-